سمات تحليل الشخصيه
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سمات تحليل الشخصيه
الشخصيه :
يعتبر السلوك مصدره التفاعل بين الفرد والبيئة، وحيث أن الشخصية ومحاولة إيجاد تعريف واضح لها كان مواضيع الدراسة في علم النفس الاجتماعي فإن هنالك عدة تعاريف لها في علم النفس الاجتماعي.
فيقصد بالشخصية: مجموعة الخصائص التي يتميز بها فرد معين والتي تحدد مدى استعداده للتفاعل والسلوك.
ويرى جوردن البورت أن الشخصية يمكن اعتبارها نظاماً مفتوحاً open system أي متفاعلاً مع البيئة المحيطة.
ويمكن فهم الشخصية الإنسانية بأنها مجموعة الخصائص التي يتميز بها الشخص وهذه الخصائص تنظم جميعها في نظام ديناميكي، بحيث تبدو ككيان متكامل، وهي التي تحدد علاقة الفرد بكافة المتعاملين معه، وأيضاً تحدد استجابته في المواقف التي تواجهه، وبناءً عليه فإن الشخصية تحدد دور الفرد من حيث:-
- تأثير الفرد على الآخرين
- مدى استجابة الفرد للآخرين
ويمكن الاستناد إلى الافتراضات التالية:-
1- إن الخصائص المميزة للفرد لها صفة الاستمرارية أو تكون لفترات طويلة.
2- إن الخصائص المميزة للفرد، هي المحدد الرئيس لسلوك الفرد.
3- إن الخصائص الشخصية للفرد، تؤثر في سلوك الفرد في مختلف المواقف ، وتعكس الشخصية وفق هذا المفهوم أشياء متعددة متعلقة بالفرد مثل اتجاهاته واهتماماته وحاجاته واستعداداته ورغباته وطباعه والنواحي الفسيولوجية.
يعرف Allport الشخصية بأنها التنظيم الديناميكي المتحرك داخل الفرد للنظم الجسمية النفسية التي تحدد تميزه أو فرديته في تأقلمه مع البيئة.
يعرف Cattel الشخصية بأنها ذلك الشيء الذي يسمح بالتنبؤ بما سيفعله الشخص في وقت معين.
ويعرف كل من Kinicki و Kreitner بأنها اتحاد الخصائص الجسمية والعقلية الثابتة والمستقرة والتي تعطي للفرد هويته، وهذه الخصائص أو الصفات التي تشمل المظهر الخارجي للفرد وكيف يفكر ويعمل ويشعر، وهي نتاج مؤثرات وراثية وبيئية.
من خلال هذه التعاريف يتضح ما يلي :
1- الشخصية شيء مجرد غير ملموس وغير محسوس وفي غاية التعقيد.
2- تتضمن الشخصية مكونات عناصر جديدة جسمية ونفسية وانفعالية وشعورية ولا شعورية، ذاتية وبيئية.
3- تتفاعل المكونات والعناصر التي تشتمل عليها الشخصية لتشكل كلاً أو نسقاً أو نظاماً تتفاعل مع بعضها ومع البيئة مكونة هوية مميزة للفرد.
4- تشير الشخصية إلى وجود اختلاف بين الناس أي أن شخصية أي فرد تختلف عن الشخص الآخر.
5- تتصف الشخصية بنوع من الثبات والاستقرار النسبي ومع ذلك فهي ديناميكية ومتطورة.
6- حيث أن الشخصية تتميز بالثبات النسبي فإنه يمكن التنبؤ بسلوك الفرد في مواقف متشابهة.
يوجد هنالك عدد من النظريات فيما يتعلق بوضوح الشخصية من قبل علماء في مجال السلوك وعلماء النفس حيث تناولت هذه النظريات بناء الشخصية والتفاعلات والتغيرات والعمليات التي يشهدها الفرد ويتعرض لها منذ ولادته وانتهاءً بوفاته، وتفاوتت هذه النظريات في مجالات تركيزها، فركز البعض على التغيرات الجسمانية والفسيولوجية والبعض الآخر على الجوانب النفسية والوجدانية وتباينت هذه النظريات حول مدى أهمية دور العوامل الوراثية والعوامل الثقافية والاجتماعية في تطوير الشخصية والاهتمام بالجانب اللاشعوري أو الشعوري والوعي في تحديد سلوك الفرد.
وأهم هذه النظريات:-
أولاً : نظرية السمات:
يرى بعض علماء النفس على أنه يمكن فهم الشخصية الإنسانية من خلال التعرف على الخصائص أو السمات النفسية الأساسية التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد . فالشخصية هي مجموع تلك السمات أو الخصائص، واستناداً إلى هذا المفهوم عن الخصائص فإنه يمكن تقسيم الشخصية الإنسانية إلى ثلاثة أنواع وفقاً لمدى استجابة الفرد للتفاعل مع الآخرين على النحو التالي:-
1) الشخصية السلبية:-
ويتصف أصحاب هذه الشخصية بالاستقلالية، ولذلك فإنهم يتجنبون الاتصال بالآخرين ويميلون إلى الانعزالية والانطوائية ولا يعتمد على الآخرين والاكتفاء الذاتي يمثل سبيله الأساسي في الحياة.
2) الشخصية الإيجابية:
يتصف أصحاب هذه الشخصية بالتعاون مع الآخرين، والرغبة في التفاعل معهم، ولذلك فهو دائم البحث عن الأصدقاء. ويصبح لديه رغبة في أن يصبح محل اهتمام الآخرين.
3) الشخصية النافرة:
يتصف أصحاب هذه الشخصية بالرغبة في استغلال الآخرين والسعي إلى تحقيق مصالحهم الشخصية بغض النظر عن مصالح الآخرين، لذلك فإنهم عادة ما يميلون إلى العدوانية والمنافسة ويعتقدون بأن البقاء للأقوى ويميلون عادة إلى القوة والسيطرة والنفوذ بأي وسيلة وباستخدام أي سبيل.
إن هذا التقسيم للخصائص الشخصية في الاستجابة للتفاعل مع الآخرين يشرح الفكرة التي تقول أن الأفراد كما يختلفون في أفكارهم ومدركاتهم، وكما يتباينون في دوافعهم وأهدافهم التي يسعون إلى تحقيقها. فأنهم أيضاً يختلفون في صفاتهم الشخصية التي تحدد استعدادهم للاستجابة للتفاعل مع الآخرين. وكما أن الإدراك والأفكار يؤثران على السلوك، وبنفس المنطق تبين بأن الدوافع والأهداف تساعد على توجيه السلوك وتحديد قوته ومداه. فأن خصائص الشخصية تحدد هذا السلوك الإنساني وتؤثر عليه. حيث أن هذا السلوك يتم في محيط اجتماعي ويتخذ أوضاعه الأساسية في شكل تأثير واستجابة بين الأفراد.
وهناك عدد لا نهائي من خصائص للاستجابة للتفاعل مع الآخرين نستعرض منها:-
1) الشخصية المتكبرة:حيث يتصف صاحب هذه الشخصية بالثقة الزائدة بالنفس، وحب الظهور والتعالي على الآخرين والتحدث عن نفسه في المواقف (عكس الشخصية المتواضعة).
2) الشخصية المسيطرة: ويتصف صاحب هذه الشخصية بقوة الإرادة، ويسعى دائماً إلى القيادة والنفوذ، شديد المراس ويحب إصدار الأوامر (عكس الشخصية الخاضعة).
3) الشخصية المبادرة: وصاحب هذه الشخصية يميل إلى تكوين الجماعات ويحب الظهور في مقدمة الحوادث والمواقف، ويقدم الاقتراحات في الاجتماعات (عكس الشخصية السلبية).
4) الشخصية المستقلة:وتتصف هذه الشخصية بالرغبة في رسم الخطة بعيداً عن الآخرين، ويؤدون أعمالهم بالطريقة التي يفضلونها(عكس الشخصية التي تعتمد على الآخرين).
5) الشخصية المقبلة على الآخرين: يصدق الآخرين، ولا يميل إلى إصدار الأحكام على الناس، يتغاضى عن نقاط الضعف في الآخرين( عكس الشخصية الرافضة للآخرين).
6) الشخصية الاجتماعية:المشاركة في النشاط الاجتماعي، الميل إلى البقاء في صحبة الآخرين والانطلاق (عكس الشخصية الانطوائية).
7) الشخصية العطوفة: يهتم صاحب هذه الشخصية بمشاعر الآخرين ورغباتهم، ويسلك مسلكاً رحيماً تجاه الآخرين (عكس الشخصية الانطوائية).
الشخصية المتنافسة:حيث أن بعض الأفراد يرون في كل موقف مجالاً للمنافسة والتسابق ويدرك الآخرين على أنهم منافسون تجب هزيمتهم.
هذه بعض الخصائص الشخصية الأساسية التي تحدد طريقة استجابة الفرد للتفاعل مع الآخرين في المواقف الإنسانية والسبيل إلى التعرف على تلك الخصائص في الأفراد المختلفين عادة هو الحصول على بيانات من الأفراد ذاتهم عن اتجاهاتهم للاستجابة في مواقف مختلفة وتحليل تلك البيانات واستخلاص العوامل الأساسية المميزة لشخصياتهم .
ومما لا شك فيه بأن التعرف على الصفات والخصائص التي تميز أحد الأفراد تساعد على تفسير سلوكه, بل التنبؤ سلفا بهذه المواقف المختلفة وفق الشروط التالية:-
1) درجة استقرار الخاصية وثباتهاStability :وتعنى استقرار الفرد في إظهار نفس الخاصية في المواقف المتعاقبة، فكلما زاد استقرار الخاصية في الفرد، كان الاعتماد عليها في تفسير سلوكه أكبر، وكان التنبؤ بهذا السلوك سهل.
2) التوافق Consistency: بمعنى هل تظهر تلك الخاصية في كل مظاهر سلوك الفرد المتشابهة ولنأخذ مثلاً خاصية التنافس، فقد تؤثر تلك الخاصية على سلوك الفرد حين محاولته الوصول إلى مركز أعلى في العمل، أو الحصول على مركز اجتماعي معين،بينما لا تؤثر على سلوكه حين محاولة دخول أحد المحال العامة مثلاً، أي أن بعض المواقف التي تدعو إلى التنافس لا تثير في الفرد تلك الخاصية التنافسية، لذلك يجب تحديد المواقف التي يظهر فيها الفرد طبيعته التنافسية، حيث أن هذا التحديد يفيد في تفسير سلوكه. وكذلك فإن الفرد لا يتأثر في خاصية واحدة من خصائص الشخصية، بل يمكن أن يتفاعل عدد من هذه الخصائص لتحديد نمط السلوك الذي يتبعه الفرد.
إن هناك علاقة أساسية بين نجاح الفرد أو فشله في إشباع حاجاته، وبين مجموعة الخصائص التي تتكون لديه في استجابته للتفاعل مع الآخرين، فالحاجات التي ينجح الفرد في إشباعها بيسر وسهولة لا تمثل لديه أي مشكلة. بل تتضاءل أهميتها كوجهه ومحدد للسلوك. كذلك فإن الإشباع السريع لتلك الحاجة يؤدي إلى أن يكتسب الفرد خصائص مثل الثقة بالنفس أو مزيد من التطلعات، وسوف تنعكس تلك الآثار على مدى استعداده للاستجابة للتفاعل مع الناس . من ناحية أخرى فإن الإشباع السريع السهل للحاجات التي لا يتطلب من الفرد مجهوداً يذكر، قد يؤدي إلى أن يبالغ الفرد في أنماط سلوكه، إلا أن الفرد لا يتمكن من إشباع كل حاجاته بنفس الدرجة من السهولة، بل في كثير من الأحيان يعترض سبيل هذا الإشباع عدد من العوائق تختلف في مداها من مجرد تأخير الإشباع إلى استحالته في بعض الأحيان، وتؤدي هذه المعيقات إلى إصابة الفرد بما يسمى (الإحباط)، والإحباط يعنى إعاقة تقدم الفرد في سبيل الحصول على أهدافه. وقد تتباين أسباب الإحباط لدى الفرد ولكن يمكن أن تكون نتيجة إلى:
أ) الظروف المادية والاجتماعية غير المواتية.
ب) نقص قدرات الشخص المادية والذهنية.
وبصفة عامة فقد يؤدي فشل الفرد في إشباع حاجاته إلى تغيرات بناءة وخلاقة في تفكيره وإلى ابتكار أساليب جديدة للحصول على أهدافه ومن ناحية أخر قد يؤدي إلى الإحباط واليأس وما يصاحبه من اضطرابات نفسية وتوتر عصبي ، وفي مثل هذه الأحوال فإن الفرد يلجأ إلى بعض الأساليب الدفاعية من أجل حماية شخصيته وتأكيد تصوره لنفسه وحماية سمعته والإبقاء على احترامه لذاته، وقد تنمو لدى الفرد بعض الخصائص والصفات المتطرفة نتيجة لذلك ومن هذه الخصائص:
1) العدوانية: وتتمثل في الغضب والعنف ضد الأفراد والأشياء وأحياناً ضد نفسه.
2) التراجع:وذلك من خلال التجاء الشخص إلى أنماط سلوكية لا تتصف بالنضج ولا تتفق مع طبيعة الفرد مثل النكوص إلى الطفولة.
3) الانسحاب: وذلك من خلال محاولة الشخص لعلاج حالة الإحباط لديه بالانسحاب من الموقف الذي فشل فيه. فالطالب الذي يفشل في دراسته يترك الجامعة ويبحث عن عمل.
4) التناسي: وهو يلجأ إليه الفرد الذي يفشل في إشباع حاجته وذلك يتناسى الموضوع بالكامل وإدماج تلك الحاجة في منطقة اللاشعور.
وقد تأخذ الخصائص الناتجة عن الفشل في إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف شكل التبرير حيث يحاول الفرد تبرير فشله، أو الإسقاط من خلال إلقاء اللوم على الآخرين لفشله في إشباع حاجاته.
ثانياً: نظرية التحليل النفسي:
تستند هذه النظرية للعالم (فرويد) وتعتبر أولى النظريات وأشهرها في هذا المجال، ومع أنها تعرضت لانتقادات شديدة من تيارات عديدة، ولم تعد الأفكار والمفاهيم التي تضمنتها تحظى بتأييد يذكر، إلا أنه لا يمكن تجاهلها لأنها كانت الشرارة التي أنارت الطريق للأبحاث والدراسات والنظريات الأخرى.
وتتكون الشخصية ، استناداً إلى نظرية فرويد من ثلاث عناصر هي:
1) (the Id) أو ما يطلق عليه البعض الذات الدنيا أو أل (هي) أو أل (هذا) ويرمز إلى الجانب اللاشعوري واللاوعي من الشخصية، ويمثل منبع النوازع والغرائز الأساسية مثل غرائز البقاء والموت واللذة والشهوة ويعمل هذا الجانب بصورة غير عقلانية بدون اعتبار إن كان الفعل أو التعرف مقبول أو مرغوب فيه .
2) الأنا العليا: وتمثل الجانب المثالي في الشخصية الذي يمثل القيم والعقل والاتجاهات الأخلاقية وهو بمثابة مستودع للقيم ويناظر الضمير.
3) الأنا: ويمثل رؤية الشخص للواقع المادي والاجتماعي ويرمز للجانب الواعي الشعوري ويتمثل بالعمليات العقلية والمنطقية.
تدور الفكرة المركزية في هذه النظرية حول وجود صراع دائم بين الجانب اللاشعوري والجانب القيمي (بين العواطف والغرائز وبين الحق والقيم والمثل) ويسعى الجانب الثالث للتوفيق بين هذين الجانبين وإرضائهما، ويشكل القلق الداخلي المحرك الرئيسي للصراعات المختلفة للشخصية.
يمكن لنا التعبير عن هيكل الشخصية من خلال افتراض أن الشخصية الإنسانية تتكون من أجزاء هي:
1) حالة الانا الوالدية
2) حالة الانا الابن
3) حالة الأنا الطفل
1) حالة الأنا الوالد:
إن لكل فرد له شخصية والدية مختلفة ، فالفرد الذي يتأثر بشخصية والديه انتقادية، تميل إلى إعطاء النصيحة، فإنه يسلك نفس السلوك، فالعاداتوالتقاليد والقيم في المجتمع تنتقل من جيل إلى جيل آخر من خلال حالات الأنا الوالد، وقد يقلد الفرد الشخصية الوالدية بشكل ظاهر مع الآخرين وذلك عندما يستخدم الفرد نفس الإيحاءات أو نبرات الصوت .
وتظهر حالة الأنا الوالدية تتحكم في الفرد في حالات:-
· انتقاد شخص أو شيء ما
· الحنو أو مساعدة شخص ما
· الانفعال بفرح أو غضب نتيجة تصرفات الآخرين
إن حالة الأنا الوالدية تنمو في الفرد منذ الصغر، فبدون إدراك يبدأ الطفل في تقليد أو تمثيل شخصية الأب، فقد يظهر الطفل الرعاية والحنان تجاه نفس الأشياء أو الأشخاص كما يفعل والده أو والدته، وقد ينتقد الفرد زملاءه في العمل ويوجه لهم عبارات التوبيخ كما كان والده أو والدته ينتقده أو يوبخه.
2 ) حالة الأنا البالغ (الابن)
تشير حالة الأنا البالغ إلى القدرة على التفكير الرشيد ، وذلك عن طريق تجميع المعلومات من مصادرها المختلفة. وتخزينها واستخدامها في اتخاذ القرارات المناسبة كذلك تظهر حالة الأنا البالغ عندما يقرأ الفرد كتاباً أو يحل مسألة رياضية أو يخطط لمشروع معين.
وتتأثر حالة الأنا البالغ بحالة تعليم الشخص، وكلما كانت المعلومات التي حصل عليها من التعليم والخبرات المكتسبة كبيرة ، كلما كانت القرارات التي يتخذها أفضل .
3) حالة الأنا الطفل
عندما يتصرف الفرد بنفس الطريقة التي يفعلها في طفولته، فإنه يكون في حالة الأنا الطفل .مثال ذلك: عندما يصرخ الفرد ويبكي وهو طفل ليجبر والده على الموافقة على تصرف معين فإنه قد يفعل نفس السلوك عندما يكبر ليحصل على ما يريده . إذن يكون الفرد في حالة الأنا الطفل عندما يتصرف بنفس المنطق الذي كان يتعرف به وهو طفل صغير .
وقد يقال بأن داخل كل منا طفل ، ويقصد بذلك المشاعر والتصرفات التي مارسناها ونحن أطفال والتي نخزنها في ذاكرتنا ونستدعيها وقت الحاجة إليها ، وتظهر حالة الطفولة عندما نتعرض لحالات الغضب، الخوف ، القلق .
التحول بين حالات الأنا الثلاث
قد يكون التحول أو التنقل بين حالات الأنا مفيد وضروري حتى يتمكن الفرد من تحقيق النجاح في المواقف المختلفة وفي تدعيم علاقاته مع الآخرين. فالفرد الجاد المفكر الذي يستخدم الأنا البالغ قد يكون من المفيد له التحول في بعض الأحيان إلى الأنا الطفل عندما يكون في رحلة ترفيهية حيث يحاول التسلية والترفيه .
وتختلف قدرات الأفراد من التحول إلى أخرى، فبعض الأفراد يتصفون بالقدرة على نصح الآخرين (الأنا الوالدية) ويتصفون بالحكمة والموضوعية (الأنا البالغ) وأيضاً يكونون مرحين (الأنا الطفل) في نفس الوقت وفعل هؤلاء يمكنهم التنقل من حالة إلى أخر، ولكن بعض الأفراد يصعب عليهم التحول من حالة إلى أخر وذلك بسبب تفضيلهم لحالة معينة. ومثال ذلك بعض الأشخاص يتصرفون بناء على مشاعرهم دون تفكير، وقد يضطرون بأنفسهم الانغماس في أفعال سيئة وهؤلاء يمكن تعريفهم بأنهم في حالة طفولة دائمة، والبعض الآخر يتصرفون بحكمة ويتخذون قراراتهم على أساس الحقائق وليس على أساس المشاعر والعاطفة، هؤلاء يمكن النظر إليهم على أنهم في حالة أنا البالغ الدائمة.
المراجع :-
1- فرويد/ التحليل النفسي والفلسفة الغريبة المعاصرة
فاليري ليبن/ترجمة زياد الملا
دار الطليعة الجديدة 1997
2- السلوك الإنساني في المنظمات
د. صلاح الدين محمد عبد الباقي/الدار الجامعية 2000
3- السلوك الإنساني في الإدارة
د. علي السلمي/ مكتبة غريب
4- السلوك التنظيمي
د. حسن الحريم/ دار زهران 1997
يعتبر السلوك مصدره التفاعل بين الفرد والبيئة، وحيث أن الشخصية ومحاولة إيجاد تعريف واضح لها كان مواضيع الدراسة في علم النفس الاجتماعي فإن هنالك عدة تعاريف لها في علم النفس الاجتماعي.
فيقصد بالشخصية: مجموعة الخصائص التي يتميز بها فرد معين والتي تحدد مدى استعداده للتفاعل والسلوك.
ويرى جوردن البورت أن الشخصية يمكن اعتبارها نظاماً مفتوحاً open system أي متفاعلاً مع البيئة المحيطة.
ويمكن فهم الشخصية الإنسانية بأنها مجموعة الخصائص التي يتميز بها الشخص وهذه الخصائص تنظم جميعها في نظام ديناميكي، بحيث تبدو ككيان متكامل، وهي التي تحدد علاقة الفرد بكافة المتعاملين معه، وأيضاً تحدد استجابته في المواقف التي تواجهه، وبناءً عليه فإن الشخصية تحدد دور الفرد من حيث:-
- تأثير الفرد على الآخرين
- مدى استجابة الفرد للآخرين
ويمكن الاستناد إلى الافتراضات التالية:-
1- إن الخصائص المميزة للفرد لها صفة الاستمرارية أو تكون لفترات طويلة.
2- إن الخصائص المميزة للفرد، هي المحدد الرئيس لسلوك الفرد.
3- إن الخصائص الشخصية للفرد، تؤثر في سلوك الفرد في مختلف المواقف ، وتعكس الشخصية وفق هذا المفهوم أشياء متعددة متعلقة بالفرد مثل اتجاهاته واهتماماته وحاجاته واستعداداته ورغباته وطباعه والنواحي الفسيولوجية.
يعرف Allport الشخصية بأنها التنظيم الديناميكي المتحرك داخل الفرد للنظم الجسمية النفسية التي تحدد تميزه أو فرديته في تأقلمه مع البيئة.
يعرف Cattel الشخصية بأنها ذلك الشيء الذي يسمح بالتنبؤ بما سيفعله الشخص في وقت معين.
ويعرف كل من Kinicki و Kreitner بأنها اتحاد الخصائص الجسمية والعقلية الثابتة والمستقرة والتي تعطي للفرد هويته، وهذه الخصائص أو الصفات التي تشمل المظهر الخارجي للفرد وكيف يفكر ويعمل ويشعر، وهي نتاج مؤثرات وراثية وبيئية.
من خلال هذه التعاريف يتضح ما يلي :
1- الشخصية شيء مجرد غير ملموس وغير محسوس وفي غاية التعقيد.
2- تتضمن الشخصية مكونات عناصر جديدة جسمية ونفسية وانفعالية وشعورية ولا شعورية، ذاتية وبيئية.
3- تتفاعل المكونات والعناصر التي تشتمل عليها الشخصية لتشكل كلاً أو نسقاً أو نظاماً تتفاعل مع بعضها ومع البيئة مكونة هوية مميزة للفرد.
4- تشير الشخصية إلى وجود اختلاف بين الناس أي أن شخصية أي فرد تختلف عن الشخص الآخر.
5- تتصف الشخصية بنوع من الثبات والاستقرار النسبي ومع ذلك فهي ديناميكية ومتطورة.
6- حيث أن الشخصية تتميز بالثبات النسبي فإنه يمكن التنبؤ بسلوك الفرد في مواقف متشابهة.
يوجد هنالك عدد من النظريات فيما يتعلق بوضوح الشخصية من قبل علماء في مجال السلوك وعلماء النفس حيث تناولت هذه النظريات بناء الشخصية والتفاعلات والتغيرات والعمليات التي يشهدها الفرد ويتعرض لها منذ ولادته وانتهاءً بوفاته، وتفاوتت هذه النظريات في مجالات تركيزها، فركز البعض على التغيرات الجسمانية والفسيولوجية والبعض الآخر على الجوانب النفسية والوجدانية وتباينت هذه النظريات حول مدى أهمية دور العوامل الوراثية والعوامل الثقافية والاجتماعية في تطوير الشخصية والاهتمام بالجانب اللاشعوري أو الشعوري والوعي في تحديد سلوك الفرد.
وأهم هذه النظريات:-
أولاً : نظرية السمات:
يرى بعض علماء النفس على أنه يمكن فهم الشخصية الإنسانية من خلال التعرف على الخصائص أو السمات النفسية الأساسية التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد . فالشخصية هي مجموع تلك السمات أو الخصائص، واستناداً إلى هذا المفهوم عن الخصائص فإنه يمكن تقسيم الشخصية الإنسانية إلى ثلاثة أنواع وفقاً لمدى استجابة الفرد للتفاعل مع الآخرين على النحو التالي:-
1) الشخصية السلبية:-
ويتصف أصحاب هذه الشخصية بالاستقلالية، ولذلك فإنهم يتجنبون الاتصال بالآخرين ويميلون إلى الانعزالية والانطوائية ولا يعتمد على الآخرين والاكتفاء الذاتي يمثل سبيله الأساسي في الحياة.
2) الشخصية الإيجابية:
يتصف أصحاب هذه الشخصية بالتعاون مع الآخرين، والرغبة في التفاعل معهم، ولذلك فهو دائم البحث عن الأصدقاء. ويصبح لديه رغبة في أن يصبح محل اهتمام الآخرين.
3) الشخصية النافرة:
يتصف أصحاب هذه الشخصية بالرغبة في استغلال الآخرين والسعي إلى تحقيق مصالحهم الشخصية بغض النظر عن مصالح الآخرين، لذلك فإنهم عادة ما يميلون إلى العدوانية والمنافسة ويعتقدون بأن البقاء للأقوى ويميلون عادة إلى القوة والسيطرة والنفوذ بأي وسيلة وباستخدام أي سبيل.
إن هذا التقسيم للخصائص الشخصية في الاستجابة للتفاعل مع الآخرين يشرح الفكرة التي تقول أن الأفراد كما يختلفون في أفكارهم ومدركاتهم، وكما يتباينون في دوافعهم وأهدافهم التي يسعون إلى تحقيقها. فأنهم أيضاً يختلفون في صفاتهم الشخصية التي تحدد استعدادهم للاستجابة للتفاعل مع الآخرين. وكما أن الإدراك والأفكار يؤثران على السلوك، وبنفس المنطق تبين بأن الدوافع والأهداف تساعد على توجيه السلوك وتحديد قوته ومداه. فأن خصائص الشخصية تحدد هذا السلوك الإنساني وتؤثر عليه. حيث أن هذا السلوك يتم في محيط اجتماعي ويتخذ أوضاعه الأساسية في شكل تأثير واستجابة بين الأفراد.
وهناك عدد لا نهائي من خصائص للاستجابة للتفاعل مع الآخرين نستعرض منها:-
1) الشخصية المتكبرة:حيث يتصف صاحب هذه الشخصية بالثقة الزائدة بالنفس، وحب الظهور والتعالي على الآخرين والتحدث عن نفسه في المواقف (عكس الشخصية المتواضعة).
2) الشخصية المسيطرة: ويتصف صاحب هذه الشخصية بقوة الإرادة، ويسعى دائماً إلى القيادة والنفوذ، شديد المراس ويحب إصدار الأوامر (عكس الشخصية الخاضعة).
3) الشخصية المبادرة: وصاحب هذه الشخصية يميل إلى تكوين الجماعات ويحب الظهور في مقدمة الحوادث والمواقف، ويقدم الاقتراحات في الاجتماعات (عكس الشخصية السلبية).
4) الشخصية المستقلة:وتتصف هذه الشخصية بالرغبة في رسم الخطة بعيداً عن الآخرين، ويؤدون أعمالهم بالطريقة التي يفضلونها(عكس الشخصية التي تعتمد على الآخرين).
5) الشخصية المقبلة على الآخرين: يصدق الآخرين، ولا يميل إلى إصدار الأحكام على الناس، يتغاضى عن نقاط الضعف في الآخرين( عكس الشخصية الرافضة للآخرين).
6) الشخصية الاجتماعية:المشاركة في النشاط الاجتماعي، الميل إلى البقاء في صحبة الآخرين والانطلاق (عكس الشخصية الانطوائية).
7) الشخصية العطوفة: يهتم صاحب هذه الشخصية بمشاعر الآخرين ورغباتهم، ويسلك مسلكاً رحيماً تجاه الآخرين (عكس الشخصية الانطوائية).
الشخصية المتنافسة:حيث أن بعض الأفراد يرون في كل موقف مجالاً للمنافسة والتسابق ويدرك الآخرين على أنهم منافسون تجب هزيمتهم.
هذه بعض الخصائص الشخصية الأساسية التي تحدد طريقة استجابة الفرد للتفاعل مع الآخرين في المواقف الإنسانية والسبيل إلى التعرف على تلك الخصائص في الأفراد المختلفين عادة هو الحصول على بيانات من الأفراد ذاتهم عن اتجاهاتهم للاستجابة في مواقف مختلفة وتحليل تلك البيانات واستخلاص العوامل الأساسية المميزة لشخصياتهم .
ومما لا شك فيه بأن التعرف على الصفات والخصائص التي تميز أحد الأفراد تساعد على تفسير سلوكه, بل التنبؤ سلفا بهذه المواقف المختلفة وفق الشروط التالية:-
1) درجة استقرار الخاصية وثباتهاStability :وتعنى استقرار الفرد في إظهار نفس الخاصية في المواقف المتعاقبة، فكلما زاد استقرار الخاصية في الفرد، كان الاعتماد عليها في تفسير سلوكه أكبر، وكان التنبؤ بهذا السلوك سهل.
2) التوافق Consistency: بمعنى هل تظهر تلك الخاصية في كل مظاهر سلوك الفرد المتشابهة ولنأخذ مثلاً خاصية التنافس، فقد تؤثر تلك الخاصية على سلوك الفرد حين محاولته الوصول إلى مركز أعلى في العمل، أو الحصول على مركز اجتماعي معين،بينما لا تؤثر على سلوكه حين محاولة دخول أحد المحال العامة مثلاً، أي أن بعض المواقف التي تدعو إلى التنافس لا تثير في الفرد تلك الخاصية التنافسية، لذلك يجب تحديد المواقف التي يظهر فيها الفرد طبيعته التنافسية، حيث أن هذا التحديد يفيد في تفسير سلوكه. وكذلك فإن الفرد لا يتأثر في خاصية واحدة من خصائص الشخصية، بل يمكن أن يتفاعل عدد من هذه الخصائص لتحديد نمط السلوك الذي يتبعه الفرد.
إن هناك علاقة أساسية بين نجاح الفرد أو فشله في إشباع حاجاته، وبين مجموعة الخصائص التي تتكون لديه في استجابته للتفاعل مع الآخرين، فالحاجات التي ينجح الفرد في إشباعها بيسر وسهولة لا تمثل لديه أي مشكلة. بل تتضاءل أهميتها كوجهه ومحدد للسلوك. كذلك فإن الإشباع السريع لتلك الحاجة يؤدي إلى أن يكتسب الفرد خصائص مثل الثقة بالنفس أو مزيد من التطلعات، وسوف تنعكس تلك الآثار على مدى استعداده للاستجابة للتفاعل مع الناس . من ناحية أخرى فإن الإشباع السريع السهل للحاجات التي لا يتطلب من الفرد مجهوداً يذكر، قد يؤدي إلى أن يبالغ الفرد في أنماط سلوكه، إلا أن الفرد لا يتمكن من إشباع كل حاجاته بنفس الدرجة من السهولة، بل في كثير من الأحيان يعترض سبيل هذا الإشباع عدد من العوائق تختلف في مداها من مجرد تأخير الإشباع إلى استحالته في بعض الأحيان، وتؤدي هذه المعيقات إلى إصابة الفرد بما يسمى (الإحباط)، والإحباط يعنى إعاقة تقدم الفرد في سبيل الحصول على أهدافه. وقد تتباين أسباب الإحباط لدى الفرد ولكن يمكن أن تكون نتيجة إلى:
أ) الظروف المادية والاجتماعية غير المواتية.
ب) نقص قدرات الشخص المادية والذهنية.
وبصفة عامة فقد يؤدي فشل الفرد في إشباع حاجاته إلى تغيرات بناءة وخلاقة في تفكيره وإلى ابتكار أساليب جديدة للحصول على أهدافه ومن ناحية أخر قد يؤدي إلى الإحباط واليأس وما يصاحبه من اضطرابات نفسية وتوتر عصبي ، وفي مثل هذه الأحوال فإن الفرد يلجأ إلى بعض الأساليب الدفاعية من أجل حماية شخصيته وتأكيد تصوره لنفسه وحماية سمعته والإبقاء على احترامه لذاته، وقد تنمو لدى الفرد بعض الخصائص والصفات المتطرفة نتيجة لذلك ومن هذه الخصائص:
1) العدوانية: وتتمثل في الغضب والعنف ضد الأفراد والأشياء وأحياناً ضد نفسه.
2) التراجع:وذلك من خلال التجاء الشخص إلى أنماط سلوكية لا تتصف بالنضج ولا تتفق مع طبيعة الفرد مثل النكوص إلى الطفولة.
3) الانسحاب: وذلك من خلال محاولة الشخص لعلاج حالة الإحباط لديه بالانسحاب من الموقف الذي فشل فيه. فالطالب الذي يفشل في دراسته يترك الجامعة ويبحث عن عمل.
4) التناسي: وهو يلجأ إليه الفرد الذي يفشل في إشباع حاجته وذلك يتناسى الموضوع بالكامل وإدماج تلك الحاجة في منطقة اللاشعور.
وقد تأخذ الخصائص الناتجة عن الفشل في إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف شكل التبرير حيث يحاول الفرد تبرير فشله، أو الإسقاط من خلال إلقاء اللوم على الآخرين لفشله في إشباع حاجاته.
ثانياً: نظرية التحليل النفسي:
تستند هذه النظرية للعالم (فرويد) وتعتبر أولى النظريات وأشهرها في هذا المجال، ومع أنها تعرضت لانتقادات شديدة من تيارات عديدة، ولم تعد الأفكار والمفاهيم التي تضمنتها تحظى بتأييد يذكر، إلا أنه لا يمكن تجاهلها لأنها كانت الشرارة التي أنارت الطريق للأبحاث والدراسات والنظريات الأخرى.
وتتكون الشخصية ، استناداً إلى نظرية فرويد من ثلاث عناصر هي:
1) (the Id) أو ما يطلق عليه البعض الذات الدنيا أو أل (هي) أو أل (هذا) ويرمز إلى الجانب اللاشعوري واللاوعي من الشخصية، ويمثل منبع النوازع والغرائز الأساسية مثل غرائز البقاء والموت واللذة والشهوة ويعمل هذا الجانب بصورة غير عقلانية بدون اعتبار إن كان الفعل أو التعرف مقبول أو مرغوب فيه .
2) الأنا العليا: وتمثل الجانب المثالي في الشخصية الذي يمثل القيم والعقل والاتجاهات الأخلاقية وهو بمثابة مستودع للقيم ويناظر الضمير.
3) الأنا: ويمثل رؤية الشخص للواقع المادي والاجتماعي ويرمز للجانب الواعي الشعوري ويتمثل بالعمليات العقلية والمنطقية.
تدور الفكرة المركزية في هذه النظرية حول وجود صراع دائم بين الجانب اللاشعوري والجانب القيمي (بين العواطف والغرائز وبين الحق والقيم والمثل) ويسعى الجانب الثالث للتوفيق بين هذين الجانبين وإرضائهما، ويشكل القلق الداخلي المحرك الرئيسي للصراعات المختلفة للشخصية.
يمكن لنا التعبير عن هيكل الشخصية من خلال افتراض أن الشخصية الإنسانية تتكون من أجزاء هي:
1) حالة الانا الوالدية
2) حالة الانا الابن
3) حالة الأنا الطفل
1) حالة الأنا الوالد:
إن لكل فرد له شخصية والدية مختلفة ، فالفرد الذي يتأثر بشخصية والديه انتقادية، تميل إلى إعطاء النصيحة، فإنه يسلك نفس السلوك، فالعاداتوالتقاليد والقيم في المجتمع تنتقل من جيل إلى جيل آخر من خلال حالات الأنا الوالد، وقد يقلد الفرد الشخصية الوالدية بشكل ظاهر مع الآخرين وذلك عندما يستخدم الفرد نفس الإيحاءات أو نبرات الصوت .
وتظهر حالة الأنا الوالدية تتحكم في الفرد في حالات:-
· انتقاد شخص أو شيء ما
· الحنو أو مساعدة شخص ما
· الانفعال بفرح أو غضب نتيجة تصرفات الآخرين
إن حالة الأنا الوالدية تنمو في الفرد منذ الصغر، فبدون إدراك يبدأ الطفل في تقليد أو تمثيل شخصية الأب، فقد يظهر الطفل الرعاية والحنان تجاه نفس الأشياء أو الأشخاص كما يفعل والده أو والدته، وقد ينتقد الفرد زملاءه في العمل ويوجه لهم عبارات التوبيخ كما كان والده أو والدته ينتقده أو يوبخه.
2 ) حالة الأنا البالغ (الابن)
تشير حالة الأنا البالغ إلى القدرة على التفكير الرشيد ، وذلك عن طريق تجميع المعلومات من مصادرها المختلفة. وتخزينها واستخدامها في اتخاذ القرارات المناسبة كذلك تظهر حالة الأنا البالغ عندما يقرأ الفرد كتاباً أو يحل مسألة رياضية أو يخطط لمشروع معين.
وتتأثر حالة الأنا البالغ بحالة تعليم الشخص، وكلما كانت المعلومات التي حصل عليها من التعليم والخبرات المكتسبة كبيرة ، كلما كانت القرارات التي يتخذها أفضل .
3) حالة الأنا الطفل
عندما يتصرف الفرد بنفس الطريقة التي يفعلها في طفولته، فإنه يكون في حالة الأنا الطفل .مثال ذلك: عندما يصرخ الفرد ويبكي وهو طفل ليجبر والده على الموافقة على تصرف معين فإنه قد يفعل نفس السلوك عندما يكبر ليحصل على ما يريده . إذن يكون الفرد في حالة الأنا الطفل عندما يتصرف بنفس المنطق الذي كان يتعرف به وهو طفل صغير .
وقد يقال بأن داخل كل منا طفل ، ويقصد بذلك المشاعر والتصرفات التي مارسناها ونحن أطفال والتي نخزنها في ذاكرتنا ونستدعيها وقت الحاجة إليها ، وتظهر حالة الطفولة عندما نتعرض لحالات الغضب، الخوف ، القلق .
التحول بين حالات الأنا الثلاث
قد يكون التحول أو التنقل بين حالات الأنا مفيد وضروري حتى يتمكن الفرد من تحقيق النجاح في المواقف المختلفة وفي تدعيم علاقاته مع الآخرين. فالفرد الجاد المفكر الذي يستخدم الأنا البالغ قد يكون من المفيد له التحول في بعض الأحيان إلى الأنا الطفل عندما يكون في رحلة ترفيهية حيث يحاول التسلية والترفيه .
وتختلف قدرات الأفراد من التحول إلى أخرى، فبعض الأفراد يتصفون بالقدرة على نصح الآخرين (الأنا الوالدية) ويتصفون بالحكمة والموضوعية (الأنا البالغ) وأيضاً يكونون مرحين (الأنا الطفل) في نفس الوقت وفعل هؤلاء يمكنهم التنقل من حالة إلى أخر، ولكن بعض الأفراد يصعب عليهم التحول من حالة إلى أخر وذلك بسبب تفضيلهم لحالة معينة. ومثال ذلك بعض الأشخاص يتصرفون بناء على مشاعرهم دون تفكير، وقد يضطرون بأنفسهم الانغماس في أفعال سيئة وهؤلاء يمكن تعريفهم بأنهم في حالة طفولة دائمة، والبعض الآخر يتصرفون بحكمة ويتخذون قراراتهم على أساس الحقائق وليس على أساس المشاعر والعاطفة، هؤلاء يمكن النظر إليهم على أنهم في حالة أنا البالغ الدائمة.
المراجع :-
1- فرويد/ التحليل النفسي والفلسفة الغريبة المعاصرة
فاليري ليبن/ترجمة زياد الملا
دار الطليعة الجديدة 1997
2- السلوك الإنساني في المنظمات
د. صلاح الدين محمد عبد الباقي/الدار الجامعية 2000
3- السلوك الإنساني في الإدارة
د. علي السلمي/ مكتبة غريب
4- السلوك التنظيمي
د. حسن الحريم/ دار زهران 1997
عصوووم- نائب رئيس الموقع
- عدد المساهمات : 625
نقاط : 6477
مجموع التصويت : 13
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 33
الموقع : مصر
رد: سمات تحليل الشخصيه
يا سلاااااااااااااااااام ع العلم ده
سندريلا- نائب رئيس الموقع
- عدد المساهمات : 557
نقاط : 6984
مجموع التصويت : 18
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس نوفمبر 15, 2012 5:35 am من طرف أبوعبيد
» لعبة فيفا 2007 برابط واحد سريع
الإثنين مايو 02, 2011 11:49 am من طرف حوده البرنس
» 122 دوره هندسه في برنامج الادوبي اديتشن بالصور لعمل اغنيه او نشيد ديني او راب
الإثنين أبريل 11, 2011 6:04 am من طرف mody
» رسائل مجانية للمشتركين فقط
الجمعة مارس 25, 2011 4:47 am من طرف ahmedalaeid83
» اليوم وصلتني صورة احلى نساء في العالم وحبيت انكم تشفوها
الجمعة ديسمبر 31, 2010 5:19 pm من طرف saad3388
» برنامج التجسس على أجهزة الكمبيوتر
السبت ديسمبر 04, 2010 5:59 am من طرف mody
» اوفيس2007 عربي + انجليزي
الأحد نوفمبر 21, 2010 5:36 am من طرف سميرعبدالله
» صور موديلات ملابس رجاليه
السبت نوفمبر 06, 2010 11:57 pm من طرف ahmad21.23
» خلفيات حلوه
السبت نوفمبر 06, 2010 11:50 pm من طرف ahmad21.23